الواشنطن بوست: الإستخدام الهمجي لغاز الكلور في سوريا يمضي دون محاسبة

الواشنطن بوست: الإستخدام الهمجي لغاز الكلور في سوريا يمضي دون محاسبة

Rojava News: تبنى مجلس الأمن للأمم المتحدة قراراً يشجب استخدام غاز الكلور كسلاح في سوريا ويهدد بفرض عقوبات أو إجراءات أخرى إن 1010 - سلاح جرثومي ‫تم استخدامه مجدداً. إلا أنه بعد عشرة أيام وفي مشفى ميداني في سرمين الواقعة في شمال محافظة إدلب في سوريا، سمع مدير المشفى محمد تناري صوت الحوامات في الأعلى تلاها صوت يصرخ في جهاز الاتصال اللاسلكي خاصته قائلاً: "براميل متفجرة" تحمل غازات سامة أُلقيت على المدينة. هرع تناري إلى المشفى الميداني ليجد عشرات الناس الذين يعانون من استنشاق الكلور. أصيبت عائلة مكونة من ستة أشخاص، ثلاثة منهم أطفال دون الثالثة، عندما سقطت قنبلة في أنابيب التهوية في منزلهم. "تحول قبو منزلهم (حيث يختبئون) إلى غرفة للإعدام بالغاز" هذا ما صرح به تناري للجنة البرلمان للشؤون الخارجية يوم الأربعاء. توفيت العائلة بأكملها. وقالت طبيبة الأطفال آني سبارو في شهادتها أن "غاز الكلور يتحول إلى حمض الهيدروكلوريك لدى استنشاقه، فيذيب أنسجة الرئة ويموت الأطفال غرقاً. لم أشهد طريقة أفظع يموت بها الأطفال من قبل".

ومنذ 16 آذار تم استخدام غاز الكلور في أكثر من ثلاثين هجوم في محافظة إدلب بحسب منظمة الأطباء السوريين الأمريكيين، أصيب فيهم أكثر من خمسمائة وأربعين مدنيا توفي منهم عشرة على الأقل. وفي كل مرة تم إلقاء حاويات مملوءة بالكلور وأحياناً مواد كيماوية أخرى على مناطق مدنية من حوامات تابعة للحكومة السورية، إذ إنها الوحيدة التي تمتلك مثل هذه الطائرات. ولم يشن النظام أي هجمات من هذا النوع على الدولة الإسلامية أو حتى على قوات الثوار السوريين، بل فقط على المدنيين وراء خطوط الاشتباك. وما من شك أن نظام بشار الأسد هو المسؤول كما قال وزير الخارجية جون كيري يوم الثلاثاء "أنا متأكد تماماً، نحن كلنا متأكدون، أن معظم هذه الهجمات قد تمت من طرف النظام”. كما أكدت وزارة الخارجية استخدام المواد الكيماوية في تلك الهجمات في خرق لاتفاقية الأسلحة الكيماوية التي وقعتها سوريا في عام 2013. لقد قطعوا "الخط الأحمر" الذي رسمه أوباما ذات مرة حول استخدام سوريا للأسلحة الكيماوية بشكل سافر.

وعندما وقع أول الاعتداءات في آذار أطلق السيد كيري تصريحاً غاضباً أعلن فيه أنه "لا يمكن للمجتمع الدولي غض النظر عن همجية كتلك". إلا أن مجلس الأمن لم يتخذ أي إجراءات بعد أن تم تعطيله من قبل روسيا. وأوضح السيد كيري والناطق باسمه أن إدارة أوباما لا تنوي القيام بشيء غير التعبير عن اعتراضها لوزير خارجية فلاديمير بوتين الذي لا يملك أي صلاحيات. بإمكان الولايات المتحدة أن تضع حداً لهذه الاعتداءات الفظيعة. بإمكانها فرض منطقة حظر جوي فوق شمال سوريا حيث تقع محافظة إدلب، أو بإمكانها ببساطة إسقاط الحوامات السورية البطيئة التي تقوم بهذه الهجمات. وقد مثل السفير الأمريكي السابق لدى سوريا روبرت فورد أمام لجنة البرلمان وقال أن عدم التصرف لن يؤثر في سوريا فقط: "إن الإجماع الدولي حول استخدام الأسلحة الكيماوية بعد الفظائع التي شهدناها في الحرب العالمية الأولى يتآكل مع كل اعتداء جديد. وهذا يشكل خطراً على سلامة جنودنا وعلى الدائرة الأكبر لأمننا القومي". بغض النظر عن ذلك، قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جون كيربي: "لا أملك أي إجراءات معينة يمكن أن أعرضها عليكم" لوقف هجمات غاز الكلور. ربما عليه قول ذلك لعائلات الأطفال الذين تحترق رئاتهم.

Rojava News 

Mobile  Application