كمال عبدي: على الديمقراطي الكوردستاني- سوريا أن يكون قدوة للأحزاب

كمال عبدي: على الديمقراطي الكوردستاني- سوريا أن يكون قدوة للأحزاب

 

Rojava News:قال كمال عبدي المناضل الكوردي من عفرين، ومن الرعيل الأول لمناضلي الحركة الكوردية في سوريا، إن الوضع الراهن وأداء الحركة الوطنية الكوردية، بالرغم من تغيير الظروف الموضوعية والداخلية في سوريا، إلا انه يبدو بشكله المتخلّف الذي لم يرق إلى المستوى المطلوب في جانبيه القومي والوطني، وأكد أنه بحسب الظرف والواقع السوري الاستثنائي لابد من مضاعفة الجهود وتكثيفها والعمل وفق قاعدة نكران الذات تجاه القضية، والاستفادة من الأخطاء الماضية.

وحول نضاله وحياته ورأيه في الأحداث الراهنة، كان هذا الحوار.

*كيف تقيمون المرحلة التاريخية من عمر نضالكم؟

-أنا كمال عبدي من قرية تل غازي (GAZÊ) التابعة لمنطقة عفرين من كوردستان- سوريا، مواليد تلك القرية عام 1934 لم أبلغ السنة انتقلنا إلى قرية (خرزان) قرية جدي لوالدتي، وذلك على أثر خلاف عائلي بين والدي وأولاد عمومته، حيث قتل واحد، أما والدي فقد دخل السجن المركزي في مدينة حلب.

درست في مدرسة (جولاقان) الابتدائية. تعلّمت القراءة والكتابة على يد الأستاذ (خوجة حنان) والد أحد مؤسسي الحزب (الأستاذ شوكت حنان نعسان)، وبعد خروج والدي من السجن وكنت في العاشرة من عمري، عدنا إلى قرية (كفردلي تحتاني) لوجود أملاكنا هناك. وهناك ختمت القرآن على يد (خليل حمكلي) بعدها انتقلت إلى المدرسة الابتدائية الرسمية في عفرين عام 1947 وحصلت على الشهادة الابتدائية عام 1949- 1950 خلال هذه الفترة تعلّمت المبادئ الأولية في اللغة الكوردية على يد الأستاذ (عدنان قره جولي) وهو من كورد دمشق.

 بعدها انتقلت للدراسة الإعدادية في (إدلب بمنحة دراسية لكوني كنت من الأوائل، وكذلك التحق معي رفيق الصبا المرحوم (هورو عثمان). في تلك المرحلة الشبابية اتجهنا للنشاط السياسي الكوردي لشعورنا بحق هذا الشعب المحروم من حقوقه في الحرية والتحرير، وفي عام 1953 انتسبت إلى الحزب الشيوعي السوري. خلال هذه الفترة طالبنا من الحزب بأن ينشر لنا جريدة باللغة الكوردية، حينها وردتنا جريدة باسم (دنكي جوتكار) باللغة الكوردية، كان ينشرها فرع الجزيرة للحزب بجهود بعض المناضلين (جيكر خوين- رحمه الله). إلا أنها ألغيت بعد فترة قصيرة بحجة أن الحزب لا يستطيع تبني تلك الشعارات القومية. عندها بدأ الخلاف مع الحزب الذي نكس بوعده، واتجه الشباب الكوردي وخاصة المثقفين والملمين بالقضية الكوردية من جبل الكورد والجزيرة ودمشق للقاء والتحاور عام 1956، وعلى ضوء واقع الحركات التحررية الكوردية في أجزاء كوردستان الأخرى والانتفاضات والثورات التي شهدتها، وخاصة ثورة بارزان الثانية 1943 بقيادة الزعيم الخالد مصطفى البارزاني، وتجربة مهاباد الديمقراطية بقيادة القاضي محمد، وثورات آغري وديرسيم، كلّها كانت الحافز إلى ضرورة تشكيل حزب سياسي كوردي في سوريا يأخذ على عاتقه مهمة حق هذا الشعب والكفاح من أجل الوصول إلى (تحرير وتوحيد واستقلال كوردستان)، فتأسس أول حزب سياسي كوردي في كوردستان سوريا في مدينة حلب (دار المرحوم محمد علي خوجة) بتاريخ 14/6/1957، وسمي الحزب (الحزب الديمقراطي الكوردستاني- سوريا) وكان البند الأول (تحرير وتوحيد كوردستان) والرفاق المؤسسون هم (من جبل الكورد المرحوم رشيد حمو، شوكت حنان نعسان، محمد علي خوجة، الأستاذ الدكتور خليل محمد عبدالله، ومن الجزيرة المرحوم حمزة نويران، الأستاذ حميد درويش، والشيخ محمد ملا عيسى الذي كان يؤدي مناسك العمرة، ومن دمشق المرحوم عثمان صبري "آﭘو"). كتب البرنامج باللغة الكوردية (عثمان صبري) وباللغة العربية (شوكت حنان وخليل محمد). وفور تشكيل الحزب انتسبت إليه، واكتسب الحزب دعما جماهيريا منقطع النظير. اعتقلت عامة 1959 بتهمة الانتماء للحزب الشيوعي وتعرّضت لشتى أنواع التعذيب، وبعد ذلك خرجت ولم اعترف بشيء وفي اعتقالات 12/آب عام 1960 تم اعتقال 83 كادرا من حزبنا، لم اعتقل فكلفت بقيادة الحزب في جبل الكورد إلى جانب المناضل محمود بلال الملقب (جولبر)، وفي ربيع 1961 قررنا إشعال نيران نوروز ليلة (21 آذار) لأول مرّة على قمم كورداغ تحديا للديكتاتورية، وأقمنا أول احتفال ابتهاجا بنوروز في قرية (كفردلي فوقاني)، وألقيت فيه كلمة بمناسبة نوروز، على أثرها تم اعتقال المئات من أبناء القرية وكذلك القرى المجاورة وزجوهم في المعتقلات. تعرضت للاعتقال مرة ثانية عام 1964 وبعد خروجي انقسم الحزب على ذاته (اليمين واليسار) حينها قررت الابتعاد عن العمل الحزبي. وبرأي استطيع حصر أسباب الانشقاق إلى ثقافتنا وتربيتنا المكتسبة من التخلف والجهل والأنانية وعدم قبول الآخر المختلف.

*كيف تقيّمون الأداء السياسي للحركة الوطنية الكوردية؟

-الوضع الراهن وأداء الحركة الوطنية الكوردية، بالرغم من تغيير الظروف الموضوعية والداخلية في سوريا إلا انه يبدو بشكله المتخلّف الذي لم يرق إلى المستوى المطلوب في جانبيه القومي والوطني في ظل هكذا أجواء مناسبة الآن، لابدّ من تغيير الآليات ووضع البرامج الآنية والمستقبلية للاستفادة من الظرف المواتي.

*كيف تنظرون إلى أداء المجلس الكوردي، وما هي السبل لتفعيل دوره؟

-كان لانعقاد المؤتمر الوطني الكوردي في 26/10/2011 وانبثاق المجلس الوطني الكوردي وفق برنامج قومي ووطني قريب إلى طموحات جماهير شعبنا، وتجميع الأحزاب الكوردية المتشظية، ورص الصفوف وإعطاء الدور للمستقلين الوطنيين، وكافة شرائح المجتمع من الشباب والمرأة الأثر الإيجابي في أوساط شعبنا، وأعاد الأمل إلى النفوس المتعطشة، إلا ان تلك الخطوة لم تكن كافية، فحسب الظرف والواقع السوري الاستثنائي لابد من مضاعفة الجهود وتكثيفها والعمل وفق قاعدة نكران الذات تجاه القضية، والاستفادة من الأخطاء الماضية، في هذا الظرف مطلوب من الجميع (أحزاب ومستقلين) جمع الكلمة، وتوحيد الرؤى، ووحدة الصف الكوردي، وليكن شعارنا (الوحدة وليس سواها وبدونها لن يتحقق الأمل والطموح).

*مرّ عام على انطلاقة الحزب الديمقراطي الكوردستاني- سوريا، من خلال متابعتكم كيف ترون وتقيمون دوره؟

-فكرة الوحدة والاندماج كانت غاية جميع المهتمين بالشأن الكوردي على الدوام، ردّاً على الانقسام والتفرقة. إن توحيد أربعة أحزاب ضمن حزب واحد خطوة مباركة وخطوة حكيمة، والبداية الطبيعية لاستعادة الأمل بعد فترة الانشقاقات الطويلة، يجب ان تتبعها خطوات أخرى. إن الخطوة التي انبثقت عنها انطلاقة الحزب الديمقراطي الكوردستاني- سوريا، وعلى نهج البارزاني الخالد لها دلالات مهمة. أرجو ان لا يكون شعاراً على الورق فقط بل هذه الخطوة بحاجة إلى ممارسة وفعالية ميدانية، ونضالاً دؤوباً. أن يكون قدوة للأحزاب الأخرى، وثقافة للآخرين وخاصة الجيل الشاب، ودافعاً قوياً للكفاح والنضال، وعلى عاتقه يقع حمل المرحلة للسير بالحركة الكوردية إلى الوحدة الشاملة، ولكن حسب قراءتي فهناك تقصير في الأداء، وقيامه للواجب كما يجب، وخاصة في منطقة عفرين ذات الخصوصية في نظري. هذه الخصوصية، وحسب تجربتي هناك شعور قومي قوي، لكن الانتهازية والهروب من المسؤولية واقع لا مفرّ منه، في النتيجة تبقى تلك الخطوة جيدة ورائدة.

*تشهد الساحة السياسية والميدانية في سوريا عامة وكوردستان- سوريا خاصّةً، تغييرات جمّة كيف تقرأ اللوحة؟

-شرارة الثورة بدأت من درعا، وانتشرت إلى جميع مدن سوريا ومدننا الكوردية التي شهدت مظاهرات سلمية ونادت بآزادي.. آزادي، لكن تعامل النظام الوحشي مع المظاهرات سلكت الثورة مساراً آخر وهذه هي النتيجة، حرب أهلية بكل معنى الكلمة تمهيدا لتقسيم البلاد. الواقع الكوردي لم يتفاعل مع هذا الواقع بحكمة، وانقسم الواقع الكوردي وفق مسارين متناقضين، فكانت العطالة، أضاعت البوصلة الحقيقية، ابتعدت عن قيم الكوردايتي. هذا الواقع كلّف السوريين (كورداً وعرباً) مئات آلاف الشهداء، وعشرات آلاف الجرحى، وآلاف المعتقلين والمفقودين، وملايين المهجرين إلى خارج أسوار الوطن، عدا عن الخراب والدمار الذي لا يوصف. كل ذلك يحضنا نحن الكورد على أن ندرس المشهد واللوحة بجدية وعقلانية وبمسؤولية كبيرة، لكي نخرج من المعادلة بأقل الخسائر، وإيصال شعبنا إلى بر الأمان إلى حق تقرير المصير وفق حكم فيدرالي لكوردستان- سوريا والديمقراطية لسوريا، لأن الظرف الدولي والإقليمي موات لنا، وعلينا ترك الأمور والنزاعات الفردية جانبا. وأن نكون ككل لقضية شعبنا ولمصلحتنا القومية.

 

Rojava News 

Mobile  Application