تسجيل فيديو يكشف جحيم حياة المهاجرين في صربيا

تسجيل فيديو يكشف جحيم حياة المهاجرين في صربيا

12:22:54 AM

RojavaNews: أكثر من 1000 مهاجر بينهم العديد من القاصرين يعيشون في ظروف غير إنسانية في مخازن مهجورة وغير صحية في العاصمة الصربية بلغراد، حيث يمكن أن تنخفض درجات الحرارة إلى 20 درجة تحت الصفر هذا الشتاء. حسب مراقبينا، فإن الجمعيات الإنسانية مستهدفة من الحكومة ولا يمكنها المساعدة بما يلزم، فيما يواجه العديد من المهاجرين مخاطر الأمراض وانخفاض حرارة الجسم.

حسب منظمة العفو الدولية ومنظمة أطباء بلا حدود بين 1200 و2000 مهاجر أصولهم من أفغانستان وباكستان كانوا سابقا في الشارع واستقروا منذ شهرين تقريبا في مبان مهجورة قرب محطة بلغراد.

من بين هؤلاء مهاجر، يعرف باسم جون أطلق صفحة فيسبوكية ينشر عليها صورا للحياة اليومية في هذا المخيم الميداني.

"نحلق رؤوسنا لتفادي الإصابة بالقمل"

جون (اسم مستعار) في العشرين من عمره تقريبا وهو أفغاني ويؤكد أنه لا يستطيع التحرك من صربيا منذ خمسة أشهر.

نعيش في محطة قطارات قديمة. هنا لا يوجد سوى رجال وأطفال يسافرون بمفردهم. المكان أسوأ من السجن، فنحن نتناول وجبة واحدة في اليوم [توفرها إحدى الجمعيات] وليس لدينا ماء صالح للشرب. وننام على الأرض وغالبا بلا غطاء. البرد شديد لدرجة أننا لا نستطيع الاغتسال. لذلك، نحلق رؤوسنا كي لا نضطر لغسلها ولتفادي الإصابة بالقمل.

 

بعض الرجال يحلقون رؤوسهم كي لا يضطروا لغسلها.

كثيرون منا حاولوا مرارا عبور الحدود لمغادرة صربيا، لكن في كل مرة يمسكون بنا ويعيدوننا ويعنفوننا. أجسامنا تحمل آثار الضرب وعض الكلاب. كلنا تقريبا جرحى أو مرضى.

وقد حذرت منظمة العفو الدولية في آخر تقرير لها من مخاطر انخفاض حرارة الجسم وانتشار الأمراض بسبب انعدام الشروط الصحية. لكن في تشرين الثاني/نوفمبر، وجهت الحكومة رسالة مفتوحة تطلب فيها من متطوعي المنظمات غير الحكومية أن تتوقف عن مساعدة المهاجرين الذين يعيشون في شوارع العاصمة.

المخازن التي يعيش فيها المهاجرون تنعدم فيها الشروط الصحية.

 بعض العاملين في المجال الإنساني تحدوا السلطات وذهبوا إلى عين المكان لتوزيع الملابس والأغذية، لكن بسبب نقص الإمكانيات يصعب عليهم ضمان ظروف إيواء أفضل للاجئين.

"عند الدخول إلى المخزن يشعر المرء بصعوبة في التنفس"

كنت متطوعة في عدة مخيمات للاجئين، لكن هذا المخيم هو أسوأ ما رأيت. البرد شديد ودرجات الحرارة تنزل أحيانا حتى 8 درجات تحت الصفر. وكي يتدفأ اللاجئون يجمعون الخشب المهمل بالقرب من المحطة المهجورة وأحيانا يشعلون النفايات والأثاث القديم. عند الدخول إلى المخزن يشعر المرء بصعوبة في التنفس بسبب ذلك الدخان السام... ويمكن سماع صوت سعال الناس هناك.

رأيت رجالا بأحذية مثقوبة أو سراويل قصيرة جدا، في المساء لا يملك الجميع أغطية للنوم. الأطفال ينامون في خيم خاصة بأطباء بلا حدود وفيها تدفئة [هيئة التحرير: حسب مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، فإن 46% من الهاجرين القادمين إلى صربيا من القاصرين و20% منهم بدون مرافق]. وبسبب البرد، أصيب كثيرون بتقرحات. ومعظم الأطباء هناك من المتطوعين ولا توجد أدوية. المخيم تديره جمعية إنسانية، والشرطة وحدها تمر من وقت لأخر... لكن هناك فوضى. لا وجود لأي آلية لتنظيم في المخيم.

منذ بداية الشهر، نددت العديد من المنظمات بسد الحكومة الصربية الطريق أمام المساعدات الإنسانية كي تدفع المهاجرين إلى الذهاب إلى المخيمات الرسمية. غير أن مراقبنا بوغدان كرازيتش وهو باحث في مركز بلغراد لحقوق الإنسان يرى أن مراكز الإيواء مليئة عن آخرها في الواقع.

"المهاجرون عليهم أن يختاروا إما أن يعودوا أدراجهم وإما أن يبقوا في صربيا حيث لا مستقبل لهم"

منذ عدة أشهر نشهد سلسلة من حالات التخويف الموجهة ضد الجمعيات التي تريد مساعدة المهاجرين في المخازن المهجورة. والسلطات لا تريد أن تصبح تلك الأماكن مخيما منظما خشية أن يستقطب ذلك مهاجرين أكثر في مركز مدينة بلغراد. المشكلة هي أن المخيمات "الرسمية" شديدة الاكتظاظ. وصربيا أعلنت للاتحاد الأوروبي أنه يمكنها أن استقبال 6000 لاجئ، لكن البلد لا يستطيع مواكبة التدفق. [هيئة التحرير: حسب أطباء بلا حدود، فقد اتفقت صريا مع الاتحاد الأوروبي على استقبال 6000 شخص، لكن 3140 منهم فقط يعيشون في أماكن إيواء مناسبة لفصل الشتاء].

بعض هؤلاء اللاجئين لا يرغبون أحيانا في الذهاب إلى مراكز الإيواء الحكومية خشية ترحيلهم. هذا قانوني عادة، لكننا توصلنا بشهادات عن حالات ترحيل قسري إلى الحدود. صربيا لا تملك الإمكانيات للتكفل بكل هؤلاء المهاجرين. لكن البلد أصبح منطقة عازلة، فالحدود مع هنغاريا وكرواتيا مغلقة وعبورها بطريقة غير شرعية خطير بسبب ممارسات الشرطة العنيفة.

لذلك فالمهاجريون عليهم أن يختاروا إما أن يعودوا أدراجهم وإما أن يبقوا في صربيا حيث لا مستقبل لهم. علما أن طلب اللجوء في صربيا إجراءاته معقدة جدا وحظوظ الحصول عليه ضئيلة. منذ 2008، لم يحصل على إقامة لجوء سوى 41 شخصا في صربيا و49 شخصا حصلوا على إقامة حماية مؤقتة. وفي العام الماضي، كان هناك مهاجرون كثر في بلغراد، لكنهم كانوا يمكثون ثلاثة أو أربعة أيام، ثم يواصلون طريقهم نحو أوروبا. والآن بعضهم لا يستطيع التحرك منذ أشهر.

رجال يحاولون الاغتسال رغم درجات الحرارة المنخفضة.

ومنذ إغلاق حدود الاتحاد الأوروبي في آذار/مارس 2016، صار اللاجئون يسلكون طريق البلقان ويجدون أنفسهم أمام طريق مسدود في صربيا. غير أنه رغم هذا الإغلاق، سجل أكثر من 100000 مهاجر في هذا البلد عام 2016.

Rojava News 

Mobile  Application