مسلم محمد: إرادة أهل كوباني اقوى من سواد داعش

مسلم محمد: إرادة أهل كوباني اقوى من سواد داعش

Rojava News: لمعرفة تطورات الأوضاع في مدينة كوباني المنكوبة التي دفعت باهظا ثمن حريتها وعظيم نضال أبنائها من أجل الحرية والانعتاق ومقاومة أشرس منظمة أرهابية على مستوى العالم. مسلم محمد -عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني - سوريا يستعرض من خلال لقائنا هذا به مجمل الحالة في كوباني وموقف أبنائها الكرام الذين سطروا أروع آيات الشجاعة:

 

*كيف تقرأ سيناريو هجوم داعش الأخير على كوباني؟

-السيناريو الأخير لكوباني، هو نفس السيناريو الذي حل بشنكال، لكن أهل كوباني خرجوا من ديارهم، ولم يحل بهم ما حل بأهلهم في شنكال من تنكيل وقتل وسبي نساء. وحينما عاد أهل كوباني للمرة الثانية أراد داعش تتمة السيناريو القديم، حيث تدمير المدينة (الدمار أكثر من 75%)، وحرق الأشجار (آلاف الأشجار حرقت)، ورسالة أخيرة خاصة بقتل المدنيين. جاؤوا في أول الصبح ودخلوا المدينة، وقتلوا الناس الأبرياء المدنيين. لم ينجحوا في المرة الاولى، فأرادوا قتل البشر والشجر والحجر، أرادوا قتل مقومات الحياة، ولكن كوباني لم تستسلم، ولم تمت. إرادة أهل كوباني من حيث التشبث بالأرض أقوى من سواد داعش. ما حل بكوباني كان فظيعاً، لكن إرادة العودة لدى أهل كوباني قوية. أريد هنا توصيل رسالة وهي أن طرفاً واحداً لم يستطع، ولن يستطيع حماية كوباني او أي منطقة اخرى في جميع المجالات. لأن الحدود صارت واسعة، لهذا فشلوا، وهناك ضرورة أن يجد PDK-S وENKS  مكانهم ضمن خط الدفاع.

 

*منظمة إرهابية عالمية، ماذا كانت تهدف في المنطقة الكوردية؟

-نعم داعش عبارة اجندات اقليمية ودولية، هم أدوات لتنفيذ مشروع الشرق الاوسط، وجود داعش اعادة لرسم الحدود واعادة الاعتبار للحالة الجيوسياسية، داعش تنظيم وحشي مجرم لا قيم ومبادئ تتحكم به. سيستهدفون القضية الكوردية، هم ضد المشروع الكوردي.

 

*حين هاجمت قطعان داعش شنكال، آنذاك كان الرئيس بارزاني يتجهّز لإعلان الدولة الكوردية، الم يكن هدف داعش ضرب حلم الرئيس بارزاني؟

-حلم الرئيس بارزاني هدف للأمة الكوردية، وكل امة من حقها ان يكون لها دولة. داعش والأنظمة الغاصبة لكوردستان لن يرضوا بالدولة الكوردية، داعش اداة لضرب الكورد خاصة بعد ان انتعش الكورد بنسيم الحرية، يفترض أن تكون رسالة داعش واضحة ودرساً بليغاً لعموم الحركة الكوردية، ويبادروا لفهم هذه الرسالة.

 

*هل وصلت هذه الرسالة للحركة السياسية على مستوى عموم كوردستان؟

 -السروك بارزاني مشروع قومي، لم يعد رئيساً لحزب أو رئيساً لاقليم كوردستان هو زعيم كوردي يترأس زعامة الكورد وكوردستان. استهداف السروك بارزاني هو استهداف المشروع الكوردي القومي ككل. فعندما يرسل الرئيس بارزاني قوات من البيشمركة لمناصرة كوباني هو تجاوز للحدود المصطنعة، والرئيس بارزاني اثبت انه يحمي الكورد عندما يتعرضون للتهديد في أية بقعة من أرض كوردستان. المطلوب من الحركة الكوردية وحدة الصف الكوردية، فالظروف الموضوعية متوفرة وجاهزة، يبقى الأمل على تأمين الظروف الذاتية لإنجاح استحقاقات المرحلة.

 

*المشروع في جنوبي كوردستان مستهدف، وكلنا نتذكر الاجتماع المشبوه لبعض الأحزاب الكوردستانية في البرلمان الكوردستاني بحضور القنصل الايراني.

-نعم، الصراع شيء تاريخي، هناك صراع بين مشروعين، مشروع كوردستاني قومي ومشروع ضد القومية الكوردية، مشروع لا يمت بصلة للأمة الكوردية، املنا ان يراجع هؤلاء ذواتهم لانتهاز هذه الفرصة، لأنها قد لا تأتي لمئة سنة قادمة، نحن كأحزاب كوردية علينا ان نكون بمستوى المرحلة.

 

*هناك من يقول، لا فضل لأحد غيرنا بتحرير كوباني؟

-طرف وحيد لن ينجح، في بداية الحرب كانت مئات قليلة من الأمتار لتسقط كوباني لكن دعوة البارزاني لطيران التحاف الدولي، ودبلوماسيته الفائقة استطاعت أن تغير مسار القوة على الارض، ووصول البيشمركة ودفاعهم مع القوات الكوردية والجيش الحر. هذه المعادلة أسست لمقاومة فسيفسائية نجحت في دحر داعش من كوباني.

 

*كيف دخلت داعش كوباني؟ ما اللغز؟

-مشكلتنا اننا دائماً نضع الفشل على كاهل الأطراف الأخرى، هذا لن يحل مشكلة، كانت هناك خلايا نائمة ضمن كوباني تحضرت جيداً، من جهة الجنوب من جهة صرين لقرية برخ باطان وذبحوا  33 شخصاً، ودخلوا كوباني وتوزعوا لقتل الاطفال والمدنيين. وربما مجموعة من جهة تركيا، ولكنها قليلة، دخلوا وقتلوا الناس، السؤال المؤلم: لماذا لم يخرج الأسايش، وينادوا الناس عبر مكبرات الصوت بأن داعش دخلت المدينة وارتدت ثياب الـ(ي ب ك) يقتلون الناس فانتبهوا، لكنهم للأسف الشديد لم يفعلوا ذلك.

 

*لماذا إعلام الـ(pyd) لم يشر للخرق الامني الفاضح، ويكتفي بالقول ان تركيا هي التي القت علينا هذا الموت؟

-نعم، هذا حال كل الأنظمة الشمولية، أحزاب شمولية ذهنيتها ليست ذهنية مؤسسات، واعادة مراجعة لأخطائها ليست من عادتها، هم يتخيلون ان كل ما يقومون به صحيح. خطؤهم صحيح، فشلهم، الناس مسؤولة عنه لا هم!

 

*الكثير من الناس خاصة في كارثة كوباني الاولى قالوا ان ضعف المجلس الكوردي أيضا نقطة من نقاط تدمير كوباني؟

-الأمر ليس بهذا التبسيط، فقوات الـ(ypg) لم تقبل أبداً بوجود المجلس الكوردي في كوباني، أوافقك أن المجلس الكوردي والتحديات وليس بمستوى المرحلة، وفي كل مأساة كوباني كانت الارادة الوحيدة هي إرادة حزب (ب ي د) والمجلس أراد التواصل معهم من اجل الدفاع عن كوباني لكنهم رفضوا ولم يعطوا المجال.

 

*هل كانت لديكم قوة بيشمركة للدخول لكوباني؟

-كان هناك 200 شاب من أعضاء أحزاب المجلس الكوردي، كانوا جاهزين للدخول، 200 مقاتل كبداية ولو نجحوا، لانخرط الآلاف في القتال ضد داعش.

 

*ماذا كان تأثيركم في كارثتي كوباني؟

-الكارثة كانت أكبر من الجميع، والحرب كانت حرباً كبيرة. امكانياتنا وطاقاتنا كانت قليلة، ضمن إمكانياتنا قمنا ببعض الواجبات، جهزنا شباباً، ولم ننجح في الدفاع عن أهلنا عسكرياً، لكننا نشطنا في الجانب الإنساني والأغاثي، ساعدنا أهلنا عبر العديد من المنظمات ومن ضمنها مؤسسة البارزاني الخيرية،التي وزعت 6الاف سلة غذائية على نازحي كوباني وقد حضر مندوبو حكومة اقليم كوردستان، والائتلاف السوري كان له دور في المجال الإغاثي.

 

 *هل المساعدات من مؤسسة البارزاني الخيرية وباقي المنظمات والمؤسسات الكوردستانية والدولية كانت بمستوى الكارثة؟

-المساعدات لم تكن تكفي لان اكثر من 300 الف شخص كانوا محتاجين للرعاية والمساعدات. وقد حصل بعص التقصير، المجلس الكوردي لم يكن مختصاً بمواجهة طارئ كبير كهذا. المجلس أيضاً لا يملك فكراً دبلوماسياً، ولم يستطع أن يتحرك على المستوى الدولي من أجل دفع الدمار عن كوباني.

 

*لماذا رجع الناس إلى بيوتهم، أليس لسلطة الأمر الواقع دور في هذا؟

-الدمار كان فظيعاً، مقومات الحياة لم تكن موجودة في كوباني، وكانت محاصرة من جميع الجهات، لو كانت هناك دولة لما استطاعت تأمين متطلبات الناس، هؤلاء لم يكونوا بحجم الكارثة، وذهنية عدم قبول الآخر، فالذين رجعوا فقط لانهم لم يرضوا العيش تحت الخيم والاقامة في المخيمات والمقيمون حاليا في المخيمات معذورون. شعب كوباني نشيط انه شعب لا ينام، لا يقبل العيش في المهاجر، والناس عادوا، وحدثت الكارثة، مع هذا فإرادة العودة مازالت موجودة، رغم انعدام مقومات الحياة في كوباني. الكثير من الشباب هاجروا، عقول كوباني هاجرت، كارثة عظمى حلت بأهل كوباني.

 

*بعد الكارثة الثانية نقرأ ونسمع أن كوباني الآن تفرغ من ناسها، لماذا؟

-صحيح، في المرة الاولى ارتفعت معنويات الناس، وعندما تحررت (كري سبي) أيضاً شعر الأهالي أن الضغط عليهم من الممكن أن يخف، ولكن الضربة كانت صاعقة ماذا تقرا فيه . فالأهم ان المؤتمر عقد في أرض كوردستان بقامشلو في ظل الظرف الاستثنائي، كان مؤتمراً ناجحاً، والتجديد كان مقبولاً، واتخذ قرارات هامة، منها التأكيد على اعتبار بيشمركة كوردستان جزءاً من المجلس الكوردي، وتشكيل لجنة للتأكيد على ما تم الاتفاق عليه مع الائتلاف السوري. الوقوف على اتفاقية دهوك، والتأكيد بأننا موجودون لمصلحة القضية، وتقديم الملف العسكري كملف أول حين ينشيط التفاوض مع (تف دم) وغيرها من المواضيع والقرارات.

 

*هل سيوافق (ب ي د) على  دخول أو عودة بيشمركة كوردستان إلى كوردستان سوريا؟

-هناك لجنة من مكتب الامانة تقوم بالعمل في هذا المنحى من أجل التعاون والتنسيق ولتقديم بطاقة شكر للسروك بارزاني، وللضباط الذين درّبوا شبابنا أحسن تدريب. سيكون هناك اتفاق حول آلية دخولهم، وهي مسألة وقت بالنهاية.

 

 *انسحاب الحزب الديمقراطي التقدمي من لجان المجلس، ألن يؤثر سلباً على أدائه، هم تحدثوا عن هيمنة (PDK-S)؟

-حزبنا متعاون مع الجميع، ومساهم فعال في إنجاح المجلس، وتخلى عن أصواته الأربعة، واكتفى بصوت واحد مع أنه يملك شعبية واسعة بين الجماهير. نتمنى ان يعودوا ويعدلوا عن قرارهم في لجان المجلس، التقدمي حزب أساسي، ومن المؤسسين، وبرأيي استعجلوا. نحن مستعدون لتقبل انتقاداتهم، وانا متفائل اننا سنجد حلاً.

 

*هل تتوقع أن الحزب التقدمي سيعود، ويعدل عن قراره؟

-نعم، أتمنى أن يعدلوا عن قرارهم، والمجلس الكوردي بحاجة إلى طاقة التقدمي، لأن جهود الجميع مطلوبة، وهي مسؤولية كبرى، ولا يجوز إضاعة هذه الفرصة التاريخية الثمينة.

 

حاوره: عمر كوجري – صحيفة كوردستان

Rojava News 

Mobile  Application