اراء الصحافيين والسياسيين الكورد حول انتخابات تركيا

اراء الصحافيين والسياسيين الكورد حول انتخابات تركيا

4:19:23 PM

RojavaNews : تضاربت آراء الصحافيين والسياسيين الكورد حيال موضوع انتخابات التركية البرلمانية التى انتهى بها المطاف يوم الاحد  وسط تراجع حزب الشعوب الديمقراطية وتقدم منافسيه العدالة والتنمية حيث أفادت تقارير صحفية من داخل التركية ان حزب الشعوب والديمقراطية فقدت أكثر من مليون صوت حيث تراجع نسبة الحزب المقرب من حزب العمال الكوردستاني والاتحاد الديمقراطي في سوريا من 13.1 % خلال الانتخابات حزيران /يونيو لتصل إلى  10.66 من الأصوات فقط خلال إنتخابات الاحد ليتمكن بالكاد من يتجوز عتبة ال 10 % الإنتخابية

حول هذا الموضوع التقت وكالة RojavaNews مع عدد من صحافيين والسياسيين الكورد حول سبب هذا التراجع وما مدى تأثر نتائجه على الوضع السياسي في غربي كوردستان

الكاتب والصحفي الكوردي الذي يعمل كرئيس مركز برجاف للإعلام والحريات في اتصال هاتفي مع RojavaNews صرح قائلا((في الحقيقة انّ تراجع أصوات حزب الشعوب الديمقراطي يعود إلى عدد من الأسباب، اولها: ان ادارة الشعوب الديمقراطي لفوزه في 7 حزيران الماضي لم تكن موفقة، فبدلاً من نقل الصراع الى مؤسسات الدولة والمطالبة بالحقوق تحت قبة البرلمان ، التجأ الى الشارع واستخدمه  كوسيلة للضغط على الدولة مما أفزع الذين صووا له نتيجة ظرف قوميّ او فوران القومي بعد لحظة القيامة بكوباني ودفعهم الخوف  على مصالحهم وخاصة من ابناء الطبقة الوسطى الكُورديّة المنخرطة منذ أكثر من عقد في الدولة التركية سواء من بوابة الاقتصاد والرأسمال مثل اصحاب المعامل والمصانع وصغار الكسبة.

وثانيّها : صوت الناس بعد قناعتهم انّ الدولة التركية او انّ اردوغان وحزبه بحاجة الى الشركاء في انجاح عمليّة السلام بيد ان وما ان فاز حزب الشعوب حتى أعأدت الأوضاع الى نقطة الصفر، ففي حين كان قبل انتخابات 7 حزيران شيء اسمه خطاب مشروع السلام مع الانتخابات وخاصة بعد الصدام الذي حصل في اورفا وويران شاه وولايات اخرى فبعد الصدام وتثوير الشارع اختفى مشروع السلام كليّاً الأمر الذي دفع بالناس للالتجاء الى جهة أخرى لحماية مصالحهم بعدما كانو يراهنون ان السلام وحده حامي تلك المصالح.

وثالثها: ان حزب العدالة والتنميّة استثمر كل ثقله، ووظف كل حنكته وامكانياته مع الشرائح المختلفة ولعب على مستوى الأمن حيث أظهر  للناس او دفعهم الى واقع ان يكونوا امام خيارين أما انا أو الفوضى. والنقطة الثانيّة ارتفاع قيمة العملة الاجنبيّة امام الليرة التركيّة ما أشير الى انّ الاقتصاد في ظل غياب العدالة سينهار وربما تتحوّل الى ازمة اقتصاديّة ، ونحن شاهدنا كيف انّ الليرة التركية استعادت بعض قيمتها بعد ساعات من نتائج الانتخابات. ومن هنا فان حزب الشعوب لم يخطأ عندما قال رئيسه صلاح الدين دمرتاش في مؤتمر صحفي بمناسبة نتائج الانتخابات" لو كان غيرنا ربما لم يتجاوز العتبة العشرة بالمائة لأن التحديات التي واجهتنا قبل الانتخابات كانت أكبر منّا".

واضاف اما من ناحية فوز حزب الشعوب الديمقراطية فان لهذا ربما انعكاس ايجابي على وضع الكورد في المناطق الكُورديّة خاصة صار بوسع حزب الشعوب المطالبة من خلال البرلمان ان تفتح منافذ العبور مع المناطق الكُورديّة بشكل يليق بالسوريين وبتركيا، فمعبر كُوباني(مرشد بينار) صار معبر أمني اكثر من كونه معبر لتقديم الخدمات الانسانيّة، ولا يجوز ان يترك مصير الناس رهينة في المنطق الأمني خاصة انّ ابناء كوباني وبحكم تواجدهم في تركيا صار لهم مصالح موزعة على طرفيّ الحدود فلذلك فالحكومة التركية مقبلة على استحقاق مراعاة رغبة اهل كوباني وايضا المناطق الاخرى في وصولهم الى تركيا سواء كحاجة للتواصل الاجتماعي او ادارة مصالحهم الناتجة عن تواجدهم لفترة طويلة في الاراضي التركيّة،

بينما يرى السياسي الكوردي عدنان بوزان الذي يشغل الأمين العام لحركة الشعب كوردستاني في تصريح خاص على RojavaNews تحدث قائلا :

من الواضح أن الديمقراطية فازت في الانتخابات البرلمانية التركية وتراجع النسبة المئوية لحزب الشعوب الديمقراطية HDP بالرغم من تخطي حزب الشعوب الديمقراطية لحاجز العشرة بالمائة التي تخوله دخول البرلمان التركي كحزب سياسي إلا أنه خسر حوالي عشرين مقعد نسبة الى انتخابات 7 حزيران الماضي. وهذا نتيجة تخبط حزب الشعوب الديمقراطية بالرغم كان لديهم فرصة لحفاظ على النجاح في انتخابات الماضية وبشكل قوي لمشاركة بتشكيل الحكومة مع حزب العدالة والتنمية لكن يبدو لديهم سياسة أخرى مختلفة وتوجه آخر وأضاعوا الفرصة الذهبية ومن جانب آخر هناك تأثيرات كبيرة على حزب الشعوب نتيجة التصعيد العسكري بين حزب العمال الكوردستاني وتركيا وهذا الجانب المهم لتراجع أصواتهم بين الشعب الكوردي في شمال كوردستان .

والتخبط الثاني لحزب الشعوب ظهر توجهه بشكل واضح مع المحور الإيراني وحزب الله اللبناني فهذا خلق الانقسام بين الشعب في شمال كوردستان والكثيرين فضلوا أردوغان على صلاح دمرتاش وهذا نتيجة عدم الاتزان في سياسة حزب الشعوب بالإضافة هناك ترعيب المواطنين من قبل حزب العدالة والتنمية ووضع الشعب أمام خيارين إما تدمير البلاد كما حصل في سوريا أو القبول بحزب العدالة والتنمية واستقرار البلاد لذلك الشعب الكوردي في شمال كوردستان يفضل الاستقرار على الحالة القومية الكوردية وأنا شخصياً كنت أتابع عملية الاقتراع عن كثب حتى بعض أنصار حزب الشعوب الديمقراطية صوتوا لصالح حزب العدالة والتنمية التركية في كثير من المناطق في تركيا بالإضافة هناك تجارب

أمام الأعين وتصرفات ب ي د والإدارة الذاتية مع المواطنين في غرب كوردستان لذلك الشعب الكوردي في شمال كوردستان فقدوا الثقة من حزب الشعوب الديمقراطية لذلك صوتوا لصالح حزب العدالة والتنمية ويرون أن الأمن والاستقرار مع فوز حزب اردوغان .

أما الآن حزب الشعوب الديمقراطية أمام خيارين إما القبول بحزب العدالة والتنمية وبصورة ضعيفة أو أن تختار المعارضة لكن في كلتا الحالتين أتوقع مصير حزب الشعوب الديمقراطية كما سابقه لحزب مؤتمر المجتمع الديمقراطي وحزب السلام والديمقراطية إلى المحكمة الدستورية لتجميد دور الحزب واتهامهم بالتعامل مع المنظمة الإرهابية حسب وصف الأتراك ..

أما حسب تصريحات قادة حزب الشعوب الديمقراطية أن قوات الأمن التركية عرقلت العملية الانتخابية في مدينة آمد و أغلقت الطرق أمام الناخبين الذين توجهوا من ريف المدينة إلى صناديق الاقتراع لكن لا اعتقد أن خسارة حزب الشعوب من أجل هذا التصرف ولنفرض إذا كان كلامهم صحيح فهل أغلقت الطرق في برسوس / سروج / وبيراجيك وخلفتي وأورفا فهذا الكلام تبرير لتخبطهم السياسي

وبكل تأكيد عدم قبول حزب الشعوب الديمقراطية بالشراكة مع العدالة والتنمية في الانتخابات الماضية وخسارتهم في الانتخابات الحالية لها تأثير كبير على غرب كوردستان فبدلاً من كسب الطرف الآخر فعلى العكس الآن غرسوا روح العدوانية أكثر وستكون نتائجه سلبية على غرب كوردستان .. لكن الآن أمام حزب الشعوب وحزب العمال الك,ردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي السوري خيار واحد القبول بقوات البيشمركة ودخولهم إلى كوردستان سوريا لوقف عداء أردوغان وحزبه والعسكر التركي تجاه الإدارة الذاتية وحزب PYD في كوردستان  سوريا أو إشعال العمق التركي كي يخفف العبئ على غرب كوردستان أما غير ذلك سيتدفق عناصر داعش إلى كوردستان  سوريا عن طريق تركيا أكثر فأكثر .

في حين أعتبر الإعلامي حسين أحمد ان سبب فشل الشعوب والديمقراطية هو منظومة (PKK ) قائلا : تراجع حزب دميرتاش بسبب تدخل ب ك ك في مجريات الانتخابات وافتعال الحرب في المناطق الكوردية معظم الاصوات التي خسرها دميرتاش هي في المناطق الكوردية .

وبدوره تحدث الصحفي والشاعر هوشنك أوسي لـ rojavanews تأثير نتائج انتخابات على PYD قائلا :ربما تخفف هذه النتائج من غطرسة وغرور حزب PYD على الاطراف المعارضة له في كوردستان سوريا لأن نتائج الانتخابات السابقة، مثله من كل استطالات حزب العمال الكوردستاني، كانت نشوة النصر قد سيطرت عليهم بحيث صايروا يتعاطون بعنجهية وخيلاء مع كل من يعارض سياسة وممارسات PYD. اعتقد ان هذه النتائج، ربما تدفع العمال الكردستاني الى مراجعة حساباته، داخل تركيا وخارجها، وتحديداً في سورية. آمل ان تنعكس هذه النتائج بشكل إيجابي على غرب كردستان، ونرى انفراجاً جديّاً وحقيقيّاً في التعامل الوطني والديمقراطي مع الأطراف الكردية الأخرى من قبل حزب PYD وفي حال عدم حدوث ذلك، هذا يعني أن هنالك مشكلة كبيرة في الدوغمائية القاتلة التي تسطير على عقل هذا الحزب.

في حين اعتقد السياسي الكوردي بديع شدو ان تراجع لم تكن من نتائج متوقعة بعد الضغوطات التي مارستها الحكومة التركية على الكورد سواء بقصفها لمواقع الكوردية بواسطة السلاح الجوي التركي والحملة الامنية التي شملت كوادر وناشطي HDP

كات لابد من تقلص عدد المقاعد التي ستفوز بها اتحاد الشعوب الديمقراطية اعتقد على الطرفين اكمال المسيرة السلمية التي اطلقتها كل من السيدين رجب طيب اردوغان وعبدالله اوجلان والتوصل لحل سلمي يوقف النزيف الهادر لدماء خيرة شباب تركيا

ادعو الجانبين ﻷختيار مسار الحل السلمي ونبذ استعمال السلاح وعلى الجانب الكوردي ان لايضيع هذه الفرصة التي توحي بجدية الجانب التركي كون الرئيس اردوغان اول رئيس ومسؤول تركي يقر بوجود قضية الكوردية ويتعهد بحلها سلميا ينبغي ان نعطي الاهتمام لهذه الخطوة.

تجدر الإشارة ان حزب الشعوب والديمقراطية تشكل في 15 أكتوبر / تشرين الأول عام 2012 بمباركة من الزعيم الكوردي عبدالله اوجلان  مؤكدا أنه لا يمثل هوية أو عرقا بعينه ويصفه البعض أنه حزب الكوردي واغلب نوابه من السلام والديمقراطية المنحل ضمن هذا الحزب

كما ان الحزب له علاقة وثيقة مع حزب الاتحاد الديمقراطي جناح حزب العمال الكوردستاني في سوريا.

ارمانج امين

 

Rojava News 

Mobile  Application