پيتر غالبریث: الرئيس بارزاني يستحق مكافأة عظيمة، لأنه ليس أمراً معهوداً أن يكون الرئيس نفسه في ميدان المعركة ويقودها بنفسه

پيتر غالبریث: الرئيس بارزاني يستحق مكافأة عظيمة، لأنه ليس أمراً معهوداً أن يكون الرئيس نفسه في ميدان المعركة ويقودها بنفسه

Rojava News: أعلن الدبلوماسي الأمريكي السابق (پيتر غالبریث - Peter-Galbraith) أن البيشمركة حققوا انتصاراً عظيماً جداً، وأعتقد بأنها حققت أهدافها وقدمت عدداً قليلاً جداً من التضحيات. وعلى النحو نفسه أقول: إن الرئيس بارزاني يستحق مكافأة عظيمة، لأنه ليس أمراً معهوداً أن يكون الرئيس نفسه في ميدان المعركة ويقودها بنفسه.                                           

الرئيس بارزاني يستحق مكافأة عظيمة

قال السفير (پيتر غالبریث - Peter-Galbraith): أعدَّ البيشمركة أكبر قوة عسكرية في حربهم ضد داعش، حيث ظلت هذه القوة في أهبة الاستعداد حتى الآن. وقد أنجزت حملة ناجحة جداً، وأعتقد أنها حققت أهدافها، وقدمت عدداً قليلاً جداً من التضحيات، وعلى النحو نفسه أقول: إن الرئيس بارزاني يستحق مكافأة عظيمة، لأنه ليس أمراً معهوداً أن يكون الرئيس نفسه في ميدان المعركة ويقودها بنفسه. هذه إشارة إلى التزامِ كوردستان ورئيسها بتحرير جميع أرض كوردستان. وهذا مختلف كثيراً عما رأيناه بالعراق، حيث لاذ الجيش العراقي في المواجهات بالفرار، كما أن القيادة السياسية للعراق لا تؤدي واجب القيادة. هذه اختلاف كبير ويوم عظيم لجميع كوردستان.

(پيتر غالبریث - Peter-Galbraith) في مقابلة خاصة مع مجلة گوڵان قال: رئيسكم (الرئيس بارزاني) شخصية بطلة، فالمعهود أن الرؤساء يمكثون في العاصمة، إلا أنه أدى دور قائد القوات المسلحة وصاغ خريطة حملة عسكرية شديدة التعقيد، وكان هناك بـنـفْـسِه،  وعرّض حياته للخطر، حيث شارك في الجبهات الأمامية من المعركة. أمرٌ آخر، هو أني أعرف أنه قائد عسكري لا يريد أن يهدر أرواح جنوده، لأن القناعة هي كالتالي، فإن لم تكن ثمة حاجة فلا حاجة إلى تعريض أرواحهم للخطر. لذلك فإن هذه الحملة تحققت بأقل عدد من الخسائر. وهذا محل ثناء للبيشمركة، كذلك لقيادة الرئيس مسعود بارزاني والقيادات الأخرى.

أكد (غالبريث) أن تكون هذه الحقائق في الأذهان، حيث أصدر الرئيس أوباما الأوامر للقيام بالتدخل العسكري بسبب شنكال. في شهر آب 2014 أمر الجيش الأمريكي لتنفيذ ضربة عسكرية لحماية المواطنين الإيزديين ضد الإبادة الجماعية بحقهم، لذلك أرى أنه انتصارٌ عظيم للرئيس أوباما، حيث أن ذلك المكان الذي حدثت فيه إبادة جماعية للإيزديين قد تحرر الآن. المشكلة هي أن هزيمة داعش تتطلب قوة أرضية، والقوة الأرضية في كوردستان هي قوات البيشمركة، لكنهم لا يتوجهون إلى المناطق العربية للقتال، لعدم وجود الأرضية لاستقبالهم من قبل المواطنين العرب في تلك المناطق. كذلك يصعب على الرئيس مسعود بارزاني أن يقول لعائلة أحد الشهداء: إن ولدكم قُـتِـل من أجل العراق. وبيشمركة كوردستان مستعدون للقتال والموت من أجل كوردستان لا من أجل العراق. المشكلة هي عدم وجود قوة مثل تلك القوة لدى الجيش العراقي.

 

بعد عام 1945 قضية الإيزديين أشد القضايا وضوحاً

خلال حديثه، قال (پيتر غالبریث - Peter-Galbraith): بعد عام 1945 تشكل قضية الإيزديين أشد قضايا الإبادة الجَـماعية وضوحاً، ليكن في ذاكرتكم أن عبارة (الإبادة الجماعية) تُعرَّف وفق (معاهدة الإبادة الجماعية)، من مثل القتل الجماعي، أو التهجير، أو فرض ظروفٍ لا يكون فيها مجال للتحمُّل، والاستعباد الجنسي، بهدف الإبادة الجماعية، أو يعمل بعضٌ على إبادة جماعة إثنية أو دينية، كداعش الذي أعلن عن نيته في إبادة الإيزديين، إضافة إلى أنه بدأ بالقتل الجماعي للرجال والأولاد الإيزديين واستعباد نسائهم وأبنائهم. لذلك فإن هذه القضية هي قضية شديدة الوضوح في الإبادة الجماعية. هنا أتحدث بصفتي شخصاً خبيراً إلى حدٍّ ما في هذا المجال، حيث كان لي دور في نشر وتعريف العالم بعمليات الإبادة الجماعية للكورد في عام 1988، كما حدث في عهد الحرب البوسنية، حيث كنت سفيراً في كرواتيا. رأيت أحداث الإبادة الجماعية عن قرب، ضد المسلمين البوسنيين، وحاولت منعها. لذلك فإنها مسألة تدخل في إطار اهتمامي العميق بها، لأن لي خبرة إلى حدٍّ ما، في هذا المجال، كما قلتُ.

 

على أبناء كوردستان أن يكونوا متَّحدين صفاً واحداً

أضاف (پيتر غالبریث - Peter-Galbraith) قائلاً: أنا واثق من أن الرئيس بارزاني يريد إجراء الانتخابات لحلّ مسألة الرئاسة، وبرأيي فإن هذه مسألة منطقية. لكني أقول: على أبناء كوردستان أن يكونوا متَّحدين صفاً واحداً، ليس في مواجهة داعش فحسبُ، بل لأن هذه فرصة أيضاً للاستقلال، فرصة للاستقلال لأنه في هذه المرحلة، وفي مقدمتها بغداد، لم يبق العراق في الواقع، بل فَـقَـدَ سِمةَ الوطن، وصار دولةً للشيعة. والمجتمع الدولي يأخذ هذه المسألة بعين الاعتبار، وهي أن الكورد أكثر ديمقراطية من جميع الأجزاء الأخرى من العراق، وميّالون إلى الغرب، وحلفاء حقيقيون، كذلك لها وفاء عام لجميع أبناء كوردستان، وثمة إعجاب بطولاتهم. قيادات الغرب وشعوبه –وهذه بالنسبة إلى روسيا أيضاً صحيحة- يعرفون أن استقلال كوردستان في هذا الوقت عملٌ صحيح وسليم وأعتقد أنهم يقبلون به. إذاً هذه فرصة سانحةٌ وهذه الفرصة لا تبقى أبدية. لذلك فإضافةً إلى هزيمة داعش فإن هذه فرصة هامة لأن يتحول سكان إقليم كوردستان من سكان إقليم كوردستان العراق إلى سكان جمهورية كوردستان المستقلة.

Rojava News 

Mobile  Application